السبت، 25 فبراير 2012

معادلة ميدان الشهداء

في بداية الأامر, الكل يعلم ماهي أهمية ميدان الشهداء و ماهو الدور الذي يلعبه في معادلة الثورة ضد النظام, والحميع يعلم أن هذا الميدان أصبح رمزا للثورة الوطنية في البحرين,لذا فهو أصبح جل أهتمام الجميع في البحرين, سواء من ناحية الثوار ام من ناحية النظام الخليفي. لذا فإن فتح الميدان بات شيئا ضروريا للثورة ومن هذا لميدان نستمد قوتنا المعنويه, لأنه وبكل بساطه أصبح مكمن وحدتنا وهو الذي جمعنا في السابق و سيجمعنا في المستقبل.
هذا الميدان الذي يعني أن النصر سيبدأ من تلك المحطه بعد النجاح في السيطره عليه من جديد, لأن النظام بات خائفا من هذا الميدان, والذي ما إن نسيطر عليه ستتهاوى قوة النظام الخليفي والسعودي بسبب الإنكسار المعنوي الكبير لديهم, هذا الميدان هو الذي وحدنا ويوحدنا.
كنا في عراك قرابة السنه مع هذا النظام في محاوله للسيطره على ميدان الشهداء بكل سلميه منذ أن أقتحمت جيوش آل خليفة وآل سعود هذا المكان, لكن الشباب في البحرين الى حد هذه اللحظات لازالت لديه الروح العاليه والثقه في أنه من بالإمكان السيطرة على ميدان الشهداء وإسترجاعه من جديد من يد الغول الخليفي.
من خلال هذا الأسطر سنتطرق الى كيفية إسترجاع مسدان الشهداء, وهو يكمن في التحشيد, حيث أن التحشيد الجيد كما سيتوضح لنا هو العامل الاول الأول في الإستمرارية في محاولة إسترجاع ميدان الشهداء. سنتطرق في البداية الى التحشيد وهو جزء مهم للسيطره على الميدان.
أولاً: لماذا التحشيد وما هي أهداف التحشيد؟
عادة ما يستخدم التحشيد الشعبي لمناهضة الأنظمة المستبده التي تستبد الشعوب في العديد من دول العالم, حيث أن التاريخ يذكر بأن جميع الشعوب إستخدمت منذ قديم الزمان كل طرق التحشيد المبتكرة في مناهضتها وحراكها ضد الأنظمة المستبدة وغير المستبده (لأنه أمر طبيعي أن يتم التحشيد من قبل جماعات إرهابية ضد فئة معينة أو أنظمة غير مستبد, وعلى العموم التحشيد يستخدم سواء في الخير او في الشر, وكلاهما يستخدم التحشيد لعمل ما كبداية سرية للحراك),وقد إستخدمتها الشعوب في وقت لم تسمح الأنظمه لها بالتعبير عن رأيها بكل حرية بحيث قامت بتضييق الخناق على الشعوب المناهضة لها بكل الوسائل, ولا زلنا نجد هذا التضييق منذ قديم الزمان حتى وقتنا الحالي في عصر التكنولوجيا وذلك بواسطة حجب الكثير من المواقع الالكترونية كالمنتديات والصفحات الثورية كما هو حاصل الأن على مواقع التواصل الإجتماعي كالــ (الفيس بوك والتويتر), إلا أن الأنظمة الدكتاتورية وغيرها من الأنظمة لم تفلح في السيطرة على هذه المواقع والمنتديات بسبب تطور العلم وتكنولوجيا المعلومات والتي من خلال هذا العلم تم تصميم العديد البرامج التي تستطيع كسر الوصلات المراد أو الدخول اليها بكل سهوله بالغه.
بعد الراقابات التي فرضتها الانظمة على شعوب العالم منذ العصر القديم, نجد أن جميع دول العالم إستخدمت التحشيد بكل سريه لكي لا تفشل في بدايتها (وهو أمر مسلمٌ به), كما هو الحال لدى جميع الشعوب عند بداية ثوراتها ضد الأنظمة فإنها إستخدمت قانون السرية بداية بشكل أولي وأساسي, وبعدها تبدأ هذه الثورات في الأنتشار في وقت لا يمكن السيطر عليها. 
إستخدمت شعوب العالم سابقا الاوراق للتحشيد في مناطق نفوذها في وقت لم تكن تتواجد فيه تكنولوجيا المعلومات المتوفره في عصرنا الحاضر, وقد أخذنا الدروس عن الثورات الأوروبية وغيرها من شعوب العالم المناهض للأنظمة وكذلك في مصر العربية ضد مناهضتها الى الدولة العثمانية  فقد تم إستخدام الأوراق للتحشيد في وقت لم تتوفر فيه تكنولوجيا المعلومات. وبعد تطور العلم و التكنولوجيا تنوعت الاساليب والطرق في التحشيد شيئا فشيأ الى أن وصلت في عصر التكنولوجيا بالتحشيد عن طريق الرسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية والمنتديات وغيرها من الطرق المبتكرة ومنها وصل الأمر الى التحشيد عن طريق رسائل الهاتف وبرامج الهواتف الذكية والأن تحاول السلطة في البحرين جاهدة كما نرى للسيطر عليها ولكن دون جدوى لأن العلم إنفتح على أوسع أبوابه.

إذن, ما هي الطرق المستخدمة للتحشيد في البحرين؟
إستخدم الشعب البحريني جميع الوسائل والطرق للتحشيد ضد الظلم والإستبداد الحاصل في البلاد, وذلك منذ عقود طويلة من الزمن, ولازال الشعب البحريني يستخدم جميع هذه الوسائل القديمة و الحديثه على حد سواء في الوقت الذي منعت فيه سلطات آل خليفة فتح القنوات الاعلامية على شاشات التلفزيون, على الرغم من ان الشعب البحريني تحدى هذا النظام وقام بفتح قناة اللؤلؤة الفضائيه, إلا أنه لازالت تحاول السلطات منع هذه القناة من الصول الى المشاهدين في البحرين كما هو الواضح عندما قامت بالتعامل مع شركات أجنبية للتشويش على ذه القناة عبر القمر الإصطناعي هوتبيرد ومنه حولت المعارضه القناة الى القمر التركي في الوقت الراهن.
وهنا هي أهم الطرق التي إستخدمها الشعب البحريني في التحشيد ضد النظام الخليفي:
1. المنتديات والإجتماعات السياسة التي تُقيمها المعارضه في عدد من الأماكن والتي يحاول يتجسس عليها النظام الخليفي بشكل مستمر عبر بث الجواسيس البشريه داخل هذه المجالس والمنتديات والإحتماعات.
2. الشعب البحرين يعتبر لأن الشعب البحريني معروف بالتدين و الكثير منهم يداوم على الصلاة في المساجد, لذا نجد أن المنشورات توزع في المساجد وذلك للتثقيف أولا وللحشد الأكبر ثانيا, لأنه سيتم تناقل الحديث عن المنشور الموجود في المساجد بشكل أكبر وسيأخذ حيز أكثر عند الحديث عنه في المجالس وغيرها من الأماكن, أيظا المنشورات الورقية نجدها ملصقة على الجدران أوالموزعة على المحلات  التجارية الصغيرة كالبقالات. ولهذا لها دور أكبر في الحشد من الإنترنت في رأيي هذا.
3. الكتابة على الجدران في الوقت الذي أنعدمت فيه حرية التعبير عن الرأي في البحرين, وهي مهمة جدا وهي أسهل وسيلة للتعبير عن الرأي والحشد, إلا أنها تعتبر خطيره في زماننا بسبب وجود المخابرات و الهجوم المباغت الذي تشنه مرتزقة النظام على الثوار أثناء قيامهم بالكتابة على الجدران, وهذا سببه الأول والأخير هو المخابرات التي اقوم بإخبار مرتزقة النظام, ليس بالضروري المخابرات المنتشرة بالسيارات وإنما المخابرات التي مندسة بين الثوار.
4. المنتديات الالكترونية والصفحات المتواجده في المواقع الإجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي, على الرغم من المخابرات المنتشره في المواقع الالكترونية, إلا أنها تعتبر أكثر وأسرع وسيلة في عصرنا الحاضر بسبب التكنولوجيا المتقدمة.
5. الرسائل عبر الهواتف النقاله: تعتبر التحشيد عبر الرسائل من الوسائل السريعه جدا وهي لوحده تفي بالغرض للتحشيد. وها بستخدمها الشباب الان في التحشيد عبر برامج الهواتف الذكية مثل الواتس آب وغيرها من البرامج المشابه, وهذه البرامج يمكن التحشيد لأكبر عدد في أقل وقت ممكن, ربما دقيقة واحد تكفي لتحشيد جميع الثوار في جميع مناطق البحرين.
6. القنوات الإعلامية التلفزيونية, قبل أن يستطيع ثوار الرابع عشر من فبراير في إفتتاح قناة إعلامية, ساهمت العديد من القنوات الفضائية الحرة في المساهمة في التحشيد لشعب البحرين, حيث أن بعض القنوات الفضائية تدعوا الى التحشيد من خلال وضع شريط ثابت في أسفل القناة يذكر المشاهدين وبالخصوص الثوار في البحرين للخروج في مسيرات ما والتي أعلن عنها شباب الرابع عشر من فبراير وإئتلاف الرابع عشر, وأخيرا إستطاعت مجموعه من المساهمين البحرينيين وغير البحرينيين والذين هم خارج البحرين وبعظهم في الداخل بالمساهمة في فتح قناة اللؤلؤة الفضائية لفضح التكتم الإعلامي والتي تهدف الى عرض الحقائق وفضح نظام آل خليفة على الرغم من أن هناك بعض القنوات مشكورةً لازالت تبث أحداث البحرين أولا بأول منذ بداية الثورة المباركة حتى وقتنا الحاضر في محاوله لكسر حاجز التعتيم الإعلامي ضد الشعب البحريني مثل قناة العالم الفضائية,قناة الإتجاة و غيرهم من القنوات الأخبارية الحرة.

ثانياً: هل إستطاع التحشيد في التأثير على النظام الخليفي؟
الإجابة وبكل بساطه هي نعم, والدليل على ذلك لو أن النظام الخليفي في البحرين لم يتأثر, لما بث الجواسيس في العديد من المجالس, ولما حاول جاهدا مع قراصنة الإنترنت في محاولة يائسة لقرصنة بعض الأجهزة الإلكترونية المتعلقة ببعض النشطاء والسياسيين وغيرهم من ذوي الحراك الثوري, هذا فضلا عما قام به عندما حاول يائسا بإغلاق العديد من المنتديات السياسية البحرينية والتي لم يستطع السيطره عليها من خلال الإغلاق أصلا, ومن أهم هذه المنتديات ملتقى البحرين و منتديات الصرح الوطني, وهما خير مثال على التأثير في النظام الخليفي وفضحه و مقاومته بكل الطرق, حيث ان عدد المشاهدين لهذه المواقع كفيل بتغيير مجتمع بإكمله لو أنهم طبقوا ما يكتبون فعلا على أرض الواقع اذا اجتمعوا.
لقد ساهمت المنتديات و الصفحات الالكترونية على موقع التواصل الإجتماعي في التحشيد الى ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين, ومن ضمن التأثير الذي أحدثه التحشيد الى ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين هو إغلاق منتديات الصرح الوطني و إعتقال المدون علي عبد الامام صاحب منتديات ملتقى البحرين الوطني وهذه اقرب الأدلة على تأثير المنتديات على النظام الخليفي في البحرين, لأن ثورة الرابع عشر بدأت بصفحة الكترونية في موقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك, وبعدها أنتشرت الصفحات المشابه الأخرى والمناهضة الى النظام الخليفي, وفي إتجاه آخر, قامت السلطات الخليفية ببث بعض الجهات لفتح مواقع إلكترونيه للتحشيد ضد الطائفة الشيعيه على الرغم من أن الحراك في البحرين ليس على أساس مذهبي بل هو على أساس مطلبي, والدليل على ذلك فإن أول معتقل في الثورة البحرينية هو محمد البوفلاسة وهو من الطائفة السنية و كذلك الأستاذ إبراهيم شريف الأمين العام لجميعة وعد وكذلك منيرة فخرو وغيرهم من النشطاء السياسيين السنة ولكن بعدد قليل وذلك بسبب الخوف من ظلم آل خليفية لهم ولعوائلهم.
.

التحشيد الى ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين: -
قبل ليلة الرابع عشر من فبراير في العام الماضي, كان التحشيد الشعبي الى الثورة البحرينية قوي جدا, بحيث أن المنشورات كانت منتشرة على نطاق واسع في العديد من مناطق البحرين وبالخصوص في المساجد والمحلات التجارية الصغيرة مثل البقالات وعلى الجدران. هذا فضلا عن التحشيد عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية المناهضة للنظام البحريني مثل ملتقى البحرين و منتديات الصرح الوطني وغيرها من الكثير من المنتديات المحلية التي يشرف عليها أبناء الطائفة البحرينية المظلومة من قبل نظام آل خليفة. كل ذلك أسهم في وصول المعلومات والأخبار أولا بأول لجميع المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي سواء في الداخل او الخارج وجعلهم يخرجون الى الشارع للتعبير عن رأيهم من بكرة أبيهم منذ صباح الرابع عشر من فبراير 2011.

لعب التحشيد الشعبي دور كبير في رفع معنويات الشعب البحريني وبالخصوص عند صدور فتوة السيد الأراكي والتي تقضي بوجوب مناهضة الظلم الخليفي, فضلا عن ذلك, فإن جميع القوى السياسية في البحرين على الرغم من طريقة النهج المتخذ في مناهضة هذا النظام, إلا أنها أتفقت على شرعية المطالبه بالحقوق الوطنيه سياسيا ودينيا., أتفقت أغلب القوى في البحرين على الخروج الى الشارع في تاريخ الرابع عشر من فبراير لعام 2011 للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق والمساواة بكل شفافية وسلمية.

هل هناك أخطاء حدثت؟ ومتى؟
في رأي البسيط أنه نعم هناك أخطاء حدثت في التحشيد للمسيرات وهي حدثت أساسا بعد هجوم الغدر آل سعود وآل خليفة على الثوار في تاريخ 16 مارس العام الماضي, وذلك بسبب أن كل التحشيدات التي تعلن عنها الشبكات كانت علنيه, لذا نجد أن أكثر المسيرات والإعتصامات يتم الهجوم عليها من قبل مرتزقة النظام وهي تحاول جاهدة لإغلاق و إقتحام المنطقة التي ستكون فيها المسيرات أو الإعتصامات قبل بداية الفعالية لكي لا يستطيع الثوار التعبير عن رأيهم و لإحداث أكبر قدر من الأضرار المادية والمعنوية والجسدية للثوار.
لذا يجب أن نستفيد من وسائل وطرق التحشيد بكل دقه وأن نكون أكثر وعيا من النظام على الرغم من أننا أوعى وأذكي من هذا النظام, إلا أنه توجد لدينا أخطاء في كثير من الأمور يجب الإلتفات لها وأهمها:-
1. سرية التحشيد, لذا يجب التحشيد من جديد كبداية سرياً لكل مسيرة ستخرج بين الثوار الصامدين في الميدان لجمع أكبر عدد ممكن من المقاومين والمتظاهرين.
2. إقناع المواطنين للحضور الى المسيرات, ولذا يجب إقناع المواطنين الذين يعانون من الخوف بسبب الهجمة الشرسة على ميدان الشهداء في العام الماضي وعلى المسيرات التي ينظمها الثوار, وذلك من خلال إقناعهم بأن المسير لن تقتحم ولا يعلم بها مرتزقة النظام (بعد الترتيبات لتأمين المسيرات والفعاليات كما كان في فعالية تدشين الدفاع المقدس في الكثير من الناطق, حيث أنها جابت جميع مناطق البحرين لكن النظام لم يستطع الوصول اليها), وهذا طبعا يعتمد على وجود المراقبات الثابته على حدود القرى و من الجهات التي تقتحم بواسطتها مرتزقة النظام.
3. الإعلام والأخبار: بعض من الشبكات تنقل الحدث أولا بأول وهي مشكورة لهذه التغطية, لكن في رأيي يجب أخذ الحيطة والحذر وعدم التحدث عن المسيرات المقامة الا بعد الإنتهاء منها. على سبيل المثال: نستطيع عمل مسيرة كبيره منظمة سرية, وبعد الإنتهاء منها وتصويرها, تستطيع الشبكات جعل مرتزقة النظام في حالة من الجنون (بحيث تقوم الشبكات بعمل الأخبار العاجله أنه توجد مسيرة في منطقة ما على سبيل المثال وهي لا زالت تجوب الشوارع, وعند إقتحام المرتزقة للقرية لن تجد شيء من المسيرات, وهذا يجعل مرتزقة النظام في حيرة من أمرهم للبحث عن هذه المسيرة دون نتيجة وفي نفس الوقت يكون هناك شعور بالامان لدى بعض الحاضرين الذين يخافون من القمع المفاجئ ). لأن من المعلوم أن عدد كثير مرتزقة النظام تعتمد بشكل أساسي على الأخبار في التويتر.
4. والأخبار المبالغ فيها لدى الكثيرمن الشبكات هي التي تحدث شرخا كبيرا بين الثوار في وقت يحتاج الثوار الى رص الصفوف فيه, وهذه على الرغم من أنها قليله, إلا أن جميع بلطجية التويتر ينتهزون هذه الفرص لإحداث أكبر عدد منم الجرحى في صفوف المقاومين.

والسؤال الأهم: هل نستطيع التحشيد من جديد للسيطرة على ميدان الشهداء في الوقت الذي أصبح فيه عدد غير قليل من المواطنين خائفون بعد أحداث السادس عشر من مارس 2011؟
قبل الإجابة الكل يعلم أن ميدان لشهداء هو رمز الثورة البحرينية, والوصول اليه لا يعني تحقيق النصر, بل هو المكان الذي جمعنا و منه سنسقط النظام سواءٌ شاء أم أبى.
هناك من يقول بأنه لا يمكن فتح الميدان وذلك بسبب العتاد العسكري والقوة المفرطة التي يستخدمها النظام ضد الثوار في محاولة لمنعهم من الوصول الى الميدان, لكن في الأيام الأخير رأينا كيف أستطاع الثوار الوصول فرادا الى هذا الموقع المقدس بالنسبة لجميع البحرينيين.
وهنا تكمن الإجابة بنعم على الرغم من أن النظام الخليفي لا يزال يمارس العقاب الجماعي والقتل المتعمد للثوار, وهي من خلال البحث عن الأخطاء التي حدثت بين الثوار في البحرين وإعادة تقييمها من دون أية عاطفة وإصلاح هذه الأخطاء المرتكبة وان لا نقع فيها مجددا, على نفس النمط المستخدم بداية الثورة في العام الماضي والذي أتسم بالسرية في بداية الأمر. نعم نستطيع التحشيد الى ثورة أكبر من التي كانت في العام الماضي من خلال التحشيد السري كما ذكرنا سابقا والعمل بواسطة المنشورات والإحتماعات السرية بين المقاومين وبث الروح المقاومة من جديد, هذا يجعل الثورة تولد من جديد. كما لاحظت في بعض القرى أنهم يقومون بالتحشيد لمسيرة ما بواسطة المنشورات التي ترسل الى الأهالي والتي ترمى من تحت الابواب, وهذه فكره ممتازه جدا ومهمه وتعتبر لي مهمه من الدرجة الأولى, مع وجود الإعلام القوي والذي من خلاله نستطيع  ان نجدد ونوحد صفوفنا كما كنا في السابق قبل مجزرة سترة وقبل أحداث 16 مارس بعد المجزرة التي حدثت في ميدان الشهداء قبيل وصول درع الجزيرة.
نعم هناك من سيقول أننا نخرج للمسيرات في المناطق, لكن من الملاحظ أن مجزرة يوم الخميس الدامي التي لا تنسى, على الرغم من فضاعتها إلا أن عدداً كبيراً من الشعب البحريني تحرك على الخط الفاصل في الميدان وتم تحريره بواسطة الشهيد عبد الرضا بوحميد.
لذا نحن قادرون على إقتحام الميدان من جديد من خلال الحشد الجماهيري الكبير والسري المنظم والمكان المناسب.
وكما نحن نلاحظ فإن كثير من المواطنين يخرجون في المسيرات التي تنادي بها الجمعيات السياسية بينما لا يخرجون في المسيرات التي ينظمها الشباب وتعليلهم لذلك هو أن المسيرات والإعتصامات التي تنظمها الجمعيات السياسية لن يتم الهجوم عليها بسبب أنها مرخصة, بينما قبل الهجوم على ميدان الشهداء كان هناك العديد من الذين يخرجون في المسيرات التي نادى بها شباب الرابع عشر من فبراير منها مسيرة الديوان ومسيرة الصافرية.
نعم هذا ممتاز أن يخرج الفرد في المسيرات والإعتصامات التي تنظمها الجمعيات السياسية, لكن يجب عليه ان  يشارك في المسيرات الأخرى التي ينظمها الشباب لأنها تجعل النظام الخليفي في دوامه وحيرة مما يحصل في الشارع على الصعيد الداخلي والخارجي, وأن قلة عدد المسيرات في التي ينظمها الشباب تعطي الضوء الأخضر للإنقضاض على الشباب الواحد تلو الأخر و تصفيتهم   

وأخيراً على سبيل المثال نستطيع الحشد الى 4 مسيرات منظمة عددها قابل للزيادة على أقل تقدير خمسمائة متظاهر لكل مسيرة في الخط الواصل الى الميدان من 4 جهات في وقت واحد متفق عليه بين المتظاهرين تحميهم الدروع البلاستيكية مع الملاحظة الى عدم ذكرالوقت ولا الموقع كفيلة بتحرير ميدان الشهداء من يد الجور الخليفي. لأن النظام الخليفي لن يكون على اهبة الإستعداد على عكس اذا ما تم الإعلان عنها مسبقا. وفي حال قرب تحرير ميدان الشهداء تستطيع شبكات الثورة تغطية الحدث بأسرع من البرق ليصل الى الجميع ليهبوا للمساندة والسيطرة. نعم نستطيع فتح ميدان الشهداء بالإرادة التي لا تكسر.
لذلك لو لاحظنا عندما يتم الإعلان عن المسيرات مثل مسيرات (صمود) في العاصمة المنامة فإن النظام الخليفي يكون على أهبة الإستعداد ويقوم بإغلاق منطقة المنامة مبكرا (على الرغم من أن ذلك في كلاتا الحالتين مفيد بالنسبه للثورة - أي أنه من حيث اللعب على الإقتصاد في حال الإغلاق).
أخيرا المسيرات التي تنطلق من العاصمة المنامه (صمود) هي خير دليل على أن النظام مشتت بسبب عددها وما لها من أهمية وهذا نتيجة المسيرات الكبرى أن يكون النظام مشتت في دوامه لا يعرف رأسها من رجلها (على الرغم من أني لا أقلل من قيمة المسيرات المتوسطة والصغيرة التي تخرج بقيادة الشباب, بالعكس فهي التي تعطي الثورة حيوية كل يوم في المناطق ).

وأخيرا
دمتم ودامت الثورة المباركة لطريق النصر هبوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق