الاثنين، 14 فبراير 2011

ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين - أسباب الإنطلاقة


قبل الرابع عشر من فبراير ٢٠١١، كان هناك حالة من الإحتقان السياسي في البحرين بسبب الظلم الذي تمارسه وما زالت تمارسه العائلة الخليفية على الطائفة الأكبر في البحرين منذ أكثر من عقود من الزمن على الرغم من أن الطائفة الكبرى هي التي ثبتت هذه العائله كحكام في البحرين منذ أيام الطاغيه شاه إيران.

لن أتطرق الى الحديث عما مضى في حقبة الثمانينات لأني من مواليد هذه الحقبه ومعرفتي بهذه الحقبه قليله جدا جدا على الرغم من الاحداث التي كان يقصها علي والدي و ما تناقله الناس من ظلم هذه العائله لهذا الشعب الشريف والذي يستحق لقب الشرف بمعنى الكلمة لما له من مواقف جلية و واضحه على مر السنيين.

وكذلك لن أغور في حقبة التسعينات على الرغم من أني عايشت الكثير منها منذ بداية الانتفاظة التسعينيه حتى توالى الحكم الطاغية الساقط حمد بعد مقتل والده عيسى بن سلمان آل خليفة سرا.

سأتطرق في حديقي عن الثورة البحرينيه وسأتكلم عن أسباب مختصره وليست معمقه لكي يفهمها الجميع سواء كان صغيرا أم كبيرا، طالبا أو معلما، مبتدأ أو محترف.


في الرابع عشر من فبراير لعام ٢٠١١، كانت التحديات تواجه البحرين، وكان الشعب البحريني متفائل جدا بسقوط النظام الخليفي وخصوصا بعد سقوط طاغية مصر آنذاك حسني مبارك قبل موعد الثورة البحرينيه بأيام قلائل. وشاء القدر ان يسقط طاغية مصر، لكن مصر ليست بخير حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها مذكراتي.

سنرجع قليلا الى الوراء لنستذكر لمسات الخوف التي مرت على طاغية البحرين بعد سقوط طاغية مصر.
ما أن سقط طاغية مصر آنذاك محمد حسني مبارك، فإن هناك فريقان في البحرين، فريق أصبح في موقف الشجاعه وذلك تمهيدا للثورة البحرينية، والفريق الثاني والذي أصابه الخوف والذعر لما حدث في مصر وهو يعلم ان الدائرة قريبة منه، حيث تناقلت كثير من وسائل الإعلام أن البحرين هي الارض الأكثر خصوبه لتفجر الثورة لعدة أسباب أذكر منها: -
1. إنقلاب طاغية البحرين على الميثاق الذي أقسم عليه يمينا أنذك في عام ٢٠٠٢، والذي في تلك السنه رفعته جزيرة سترة فوق الأكف.
2. التجنيس في البحرين، حيث ان الطاغيه ونظامه الوقح قام بتجنيس العديد من فدائيي المقبور صدام حسين ومن السعوديين وغيرهم من غير العرب فضلا عن العرب الاردنيين الموالين الى النظام الاردني القبيح.
3. السكن: حيث أن مسئلة السكن هي من الامور المفروغ منها، حيث ان النظام الخليفي يقوم بتجنيس العديد من الاجانب و يقوم بتوفير السكن الملائم لهم، بينما نرى أن الشعب البحرين يقوم بالإنتظار لمدة تفوق على العشرين عاما حتى يستطيع الحصول على السكن (هذا وإن حصل عليه بعد عشرين عاما فهو موفق جدا).
4. البطالة: يعاني الشعب البحريني الكثير من البطاله على الرغم من أن هناك كثير من الأعمال المتوفره والتي يجب أن يحصل عليها أصحاب الأرض الأصليين. لذا نجد أن النظام الخليفي قام بتجنيس الأجنبي وقام بتوفير المسكن والوظيفة له. على الرغم من أن الشعب البحريني شعب مثقف لدرجة أن هناك من العاطلين عن العمل من هم أصحاب شهادات الدكتورات (وأنا شخصيا من الافراد الخريجين الجامعيين والذين الى حد هذه اللحظه لم أحصل على الوظيفة المناسبه).
5. الأراضي: العائلة الخليفية قامت بنهب جميع الأراضي البحرينيه وهذا واضح وجلي لدى الكثير من المواطنين البحرينيين، حيث أن الأراضي تم سرقتها وتسجيلها بأسماء أفراد العائله الخليفية، بينما الشعب البحريني يعاني للحصول على قطعة الأرض لبناء المسكن، وكذلك إذا حصل عليها فإنه يقوم بدقع مبالغ تفوق الثلاثين سنه. بينما افراد الاسره يحصلون عليها من دون اي مقايل. حتى البحار لم تسلم من جور هذه الحاكمة، فقامت تضيق الخناق عليهم في جميع الأماكن. قامت العائله الحاكمة بإمتلاك حتى البحر بصفة انها أرض الى ولي العهد او الى شخص متنفذ في العائلة.
 6. بينما الشعب البحريني يتعب في طوال حياته في الحصول على مبنى سكني إن حصل ذلك, نجد أن رئيس الوزراء البحريني السفاح خليفة بن سلمان ال خليفة يسرق الأراضي والبنايات والشركات, حيث أنه حسب الوثائق المنشورة أنه أشترى مبنى المرفأ المالي في البحرين بقيمة دينار واح = 0.378 دولار امريكي. وهذا جزء من لا شيء حيث ان رئيس الوزراء البحريني يتقاسم حتى ارباح الكثير من المستثمرين والشركات في البحرين.
7. رئاسة الوزراء والوزارات: نجد في البحرين أن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان هو أقدم رئيس وزراء في العالم حيث انه مازال في منصبه منذا 41 سنة مضت وحتى كتابة هذه المدونة. وكذلك الوزاراتة فلملاحظ أن الوزارات توزع على العائله الحاكمة أو أشخاص ذوي النفوذ الذين لديهم علاثة جيده مع العائلة الحاكمة.

هذا حال البحرين منذ تولي آل خليفة الحكم في البحرين حتى يومنا هذا, مع الملاحظ أن هذه الأسباب تعتبر أسباب جزء من كل الأسباب التي دعت الشعب البحريني ليثأر ضد الظلم والإستكبار الخليفي وخصوصا بعد الإنقلاب على دستور سنة 1973م.

النظام الخليفي فعل مالم يفعل اي طاغوت في العالم في حياتنا المعاصرة, وكيف يستطيع الشعب البحريني مقاومة هذا النظام الحاقد الذي لا يعرف معنى الشرف.

الجمعة، 11 فبراير 2011

رشوة 1000 دينار لكل مواطن, لماذا قدمها طاغية البحرين لشعب البحرين

منذ وقت طويل كان الشعب البحريني بحاجه الى المال وكان يطالب بها منذ عقود من الزمن كما هو الحال عند مطالبته بحقوقه كإنسان, ومنذ فترة من زمن الى يومنا هذا يعيش المواطن البحريني في حالة من الفقر الشديد على الرغم من أن أرض البحرين تقع تحت بحيرة كبيرة من النفط  والتي هي عبارة عن الذهب الأسود وكل الثروات البحرينية والإقتصاد البحريني يذهب الى عائله واحده فقط لا غير, هي العائلة الحاكمة والتي هي بكل معنى الكلمه كما نسميها بالعائلة الغاصبة, التي إغتصبت جميع ثروات الوطن وإغتصبت الأرض وما بها من إقتصاد وحتى البحر لم يسلم خبث هذه العائله اللئيمة. هي عائلة آل خليفة. ليس هذا فقط, بل أن هذه العائله قامت بتضييق الخناق على المواطنين الذين يعملون خارج الوطن لكي لا يعيشوا في حياة كحياة البشر, وكأن العيش محرم على الشعب البحريني, بحيث أتفقت هذه السلطة الهمجية مع عدد من الدول العربية بأن لا توفر للمواطن البحريني سوى الأجر القليل.

و المواطن البحريني لمدة عقود من الزمن لم يستطع الحصول على لقمة عيشه إلا بشق الأنفس وعناء, ومنه كان يعمل ليلا نهارا للحصول على راتبه  الذي لا يكفي لقوت يومه, وهذا الراتب الذي يكدح للحصول عليه طوال شهر لا يكاد يكفي حتى لمدة إسبوع واحد بعد أن تقوم العديد من الجهات الحكومية وغير الحكوميه بإستقطاع أكثر من نصف هذا الراتب والتي تتمثل في ضارئب الكهرباء والماء وقروض كالأسكان وغيرها من الإستقطاعات التي لا تعد ولا تحصى.

بغض الطرف عن الحالة المادية التي يعاني منها المواطن البحريني فهو مواطن مثقف من الدرجة الاولى وهذا كفيل بأن يكون له الشرف والفخر الذي لا بجب أن يتباهى به, وأن جميع أهل البحرين يتمتعون بهذه الميزات التي لم تتوفر في كثير من مواطنين الدول العربيه والأجنبيه, لذا تجد أن البحرين لديها إكتفاء ذاتي في شتى المجالات على الرغم من التهميش الذي يهمشه النظام الخليفي لهذا الشعب, لذا تجد في أن حكومة البحرين تستقدم العديد من الأيدي العامله الأجنبيه والموظفين والخبراء غير البحرينيين الذين لا يغنون ولا يسمنون من جوع وفي المقابل تجد من البحرينيين من هم معلمين وأطباء ومهندسين والأخصائيين وغيرهم من الذين تتوفر فيهم مميزات العلم والعلوم والذين هم من يبتكر الجديد دوما, لذا تجد أن نسبة الأمية في البحرين وصلت الى 2% تقريبا أو أقل.

في البحرين فقط من دون الدول العربية الأخرى والدول الأجنبية أيظا, تجدها تستقدم الأيدي العاملة ويكون المتخصص في تدريب هذه الأيدي العاملة هو بحريني من ذوي الكفاءة وبعد الإنتهاء من تدريب هذا الاجنبي تقوم السلطه وأعوانها بتثبيت هذا الأجنبي كمسؤول سلطته أعلى من الخبير الذي علمه أصول العمل, هذا هو حال البحرين منذ القدم الى يومنا هذا في محاوله مستمره لطمس أفكار البحريني المبدع.

هذا والشعب البحريني فضلا عن الصبر والكفاح الطويل ضد الظلم الذي عانا منه. لقد طالب بجميع حقوقه بالطرق الطرق السلمية قبل أن يتطرق الى المطالبه بالمال منذ عقود من الزمن, لكن عائلة الطغاة آل خليفة (لأنها أساسا عصابة سارقه, كما التاريخ يشهد) لا تريد أن تجعل من هذا الشعب مثلا للشعوب العربيه وهي تحرمه من جميع حقوقه التي شرعها الله و شرعتها جميع الدول والمنظمات العربية والعالمية. لذا نجد الشعب البحرين كان في معركة طويله ولا زالت مستمرة ضد هذا النظام حتى الحصول على مطالبه العادله جميعها.

طالب الشعب البحريني هذا النظام الخليفي بتوفير المسكن والمأمن والمال اليهم, لكن لا من مجيب, كأن هذا الشعب البحريني لا يستحق الحصول على هذه المتطلبات في الوقت الذي يحصل عليها الأجنبي في البحرين, حيث يقوم النظام البحريني بتوفير مقومات الحياة للأجنبي وأما المواطن فهو يعيش حياة العبيد على الرغم من أن العبيد لهم من الحقوق كأي إنسان التي شرعها الله سبحانه وتعالى. 

لم يقدم النظام البحريني الخليفي أي من العطاء للشعب البحريني ولم يوفر له شيء من خيرات البلاد وكان كلما يقدم لهم اقل من الواجب الذي يجب عليه ان يوفره له, نجد ان النظام الخليفي لا يلبث الا ونشر هذه المعلومه في العديد من الصحف المحليه والعربيه والعالمية, في محاوله لطمس الواجبات التي يجب عليه ان يوفرها الى الشعب البحريني.

العمل في البحرين يتكون من القطاعين العام والخاص, لذا نجد قانون وزارة العمل في البحرين تحدد الحد الأدني للأجور في القطاعين العام والخاص, وهو بهذا يقدم الزيادات السنويه للقطاع الحكومي فقط, أما القطاع الخاص فالله يعلم بحالهم, لذا نجد أكثر من نصف الشعب البحريني يعمل في القطاع الخاص والذي يعمل تحت خطه ممنهجة مع الحكومة لكي لا يزيد من أجر العامل البحريني, وهذا الأجر لا يكاد يكفي لقوت يوم الفرد في ظل هذا الغلاء المستشري في البلاد, فما بال رب الأسره الذي يعيل الكثير من الأبناء. لم يقم النظام الخليفي بإصدار ادنى مرسوم يحترمه فيه مشاعر البحريني من الناحيه الماديه بحيث يصدار زيادة سنويه كما هو الحال للموظفين في الوزارات والتي تستوجب على الشركات أن تدفعها للموظفين البحرينيين.

لذا في الوقت الحرج من العام 2011م, أصدر طاغية البحرين الساقط حمد بن عيسى آل خليفة مرسوم (مكرمة على حد قوله) يقضي فيها بمنح كل مواطن بحريني 1000 دينار بحريني (أي ما يعادل 2645.5 دولار أمريكي), في الوقت الذي كان الشعب البحريني يطالب سابقا بزيادة الأجور ولا من مجيب في ظل الغلاء الفاحش والمستشري في البلاد, فجأة يصدر هذا المرسوم من دون أدنى أسباب تذكر!!!!

هناك أسألة تتبادر الى ذهن الكثير من الناس الذين ليس لديهم أدنى فكرة بالأمور الجاريه في البحرين, ومن ضمنها لماذا قام طاغية البحرين بإصدار مرسوم (مكرمة على حد قول النظام) يقضي بمنح 1000 دينار بحريني (اي ما يعادل 2645.5 دولار أمريكي) لكل متزوج بحريني؟

الجواب بكل سهوله سيتضح من خلال الاسطر القليلة القادمة: -
سأتحدث أولا عن الأحداث لما قبل الرابع عشر من فبراير وقبل ليلة الرابع عشر نفسها، سأمضي قليلا الى الوراء لأستذكر أهم اللحظات والظروف التي ساعدت الثورة للإنطلاقة في البحرين وسبب إصدار مرسوم (المكرمة الملكية) والتي تقضي بمنح مبلغ ١٠٠٠ دينار لكل شخص متزوج.

قبل عدة أيام وما الجميع يعلم أن طاغية مصر محمد حسني مبارك قد سقط، وقبله سقط طاغية تونس زين العابدين بن علي، وهذا هو الذي جعل من الشعوب العربيه قوة لكي تستيقظ من سباتها، ولهذا السقوط (سقوط الطاغيتين) من الاهميه ما جعل الشعوب العربية في موقف من الشجاعة والقوة، بعكس ما حدث الى كثير من الأنظمة العربيه بحيث أصبحت في موقف كبير من الخوف والهلع بسبب طوفان اشعوب القادمة، زاد الشعور بالقوة لدى الشعوب العربية أكثر عندما سقط طاغية مصر والذي يعتبر من أكبر وأخلص العملاء الى الإدارة الأمريكية وإسرائيل الغاصبة والذي كان في موقف قوة بحيث تسنده هذه الدول الإستكباريه و جميع الدول العربية, هذا و كانت من أسباب سقوطه عوامل عديده من أهمها: -
1. الظلم الذي ألحقه بأهل مصر, حيث أن غالبية الشعب المصري ينام وهو لا يلاقي لقمة عيشه.
2. الحال لدى النظام المصري كما هوالحال لدى النظام الخليفي, حيث أن النظام المصري يستفرد بالسلطة وخيرات البلاد تذهب الى عائلة الطاغية حسني مبارك والمتنفذون في الجمهورية العربية المصريه فقط. أما الباقي كأنهم ليسوا بشرا.
3. جمهورية مصر العربيه تعتبر جمهورية - أي أن رئيس الجمهورية ينصب بالإنتخاب, لكن نرى أن الطاغيه محمد حسني مبارك جاثم على صدر الشعب المصري من فترة فاقت غيره من روؤساء الدول العربية والعالمية, كما هو الحال لدى رئيس الوزراء البحريني الذي يعتبر أقدم رئيس وزراء بحريني (أي فاق الــ 40 عاما و هو في منصبه).
4. وطنية الجيش المصري والذي انشق جزء منه وأصبح الى صفوف الثوار المصريين ساهم بجزء كبير في سقوط طاغية مصر.
5. الروح التي يتمتع بها الشعب المصري. وقوة التحمل التي تحملها هذا الشعب الفقير.
6. التضحيات التي قدمها الشعب المصري خلال الثورة المصرية ضد الطاغية حسني مبارك.
7. وحدة الصف بين الثوار المصريين وعدم التفرد بالقرارات و المطالب.
8. التنظيم والخطوات التي استمرت عليها الثورة المصريه حتى أسقطت الطاغيه.
9. تخلي الإدارة الأمريكية وإسرائيل والدول العالمية عن طاغية مصر في الوقت الذي علمت فيه أن سقوط مبارك واقع لا محاله.
10. الإعلام الذي لعب دورا كبيرا في سقوط الطاغية المصري. حيث الكثير من القنوات الإعلاميه العربية والعالمية ساهمت وساعدت الشعب المصري في تغطيه لأحداث ثورة مصر, بل كانت حماية لهذا الشعب عندما كانت تبث البث المباشر ليلا نهارا من موقع الحدث في القاهره آنذاك. 

وهناك العديد من العوامل الأخرى التي ساهمت في سقوط طاغية مصر، وأنا هنا لست بصدد الحديث عن الثورة المصرية، وانما هي مقتطفات وعوامل ادت الى بداية الثورة البحرينية في الرابع عشر من فبراير.

على أي حال، بعد سقوط الطاغيه محمد حسني مبارك وقبله طاغية تونس زين العابدين بن علي، كان العالم يترقب أي من الدول العربيه والتي التي ستثأر ضد الظلم و ستثأر ضد حكامها حيث كان هذا حديث كل الناس ذاك الوقت والعالم يترقب.

بعد سقوط طاغية مصر، هنا تغيرت معادلات كثيره، منها أحس الشعب العربي ان له القدره على التحرر من العبوديه العمياء التي كانت طوال عدة قرون جاثمة على صدر العربي كالشعب اليمين و الشعب الليبي.

بعد سقوط طاغية مصر، تأكدت بل تيقنت الشعوب العربيه أنها قادره على التغيير وأنها هي منطق القوة الأن وليس السلاح الذي كانت السلطات والطةاغيت يرعبون به العزل. بينما من جهة آخرى رأينا الكثير من طواغيت العرب من كان يهزاء بشعبه ويعتبره مثل الحشرات (نظام الطاغية معمر القدافي في ليبيا مثلا)، ومن هؤلاء الطغاة من علم أن الثورة قادمة لا محالة و هو على أهبة الإستعداد لها (نظام علي عبد الله صالح في الجمهورية اليمنية)، ومنهم من يعلم أن أصحاب الأرض بأنهم أحباء بينهم أشداء على الظالمين ولهم من منطق الحق وقوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى ولذا نجده في محاولة لرشوة المواطن بحفنة ١٠٠٠ دينار (وهو نظام الطغاة في البحرين آل خليفة).

كما ذكرت في المدونة السابقة. أن أرض البحرين أرض خصبة جداً للثورة في الرابع عشر من فبراير بسبب الإحتقان السياسي في البحرين وبسبب المعاناة التي يعاني منها جميع المواطنين منذ عقود من الزمن. و ها أتي الوعد الألهي بأن ثورة الشعب البحريني بدأت تلوح في الأفق ضد نظام حاقد و قبلي وهو نظام آل خليفة. والذي تم التحشيد له عبر الشبكات العنكبوتيه كالفيس بوك والتويتر وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي.

قبل قيام ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين وبالتحديد ليلة سقوط طاغية مصر (محمد حسني مبارك)، كان الامر مشاع في كثير من القنوات الاعلاميه ان شعب البحرين هو من سيبدأ بالثورة المباركة بعد مصر وهذا ما نقلته قناة العالم الإخبارية والتي تبث من الجمهورية الإسلامية في إيران، وبعد سقوط طاغية مصر بسويعات قليلة أصدر طاغية البحرين مرسوم يقضي بتقدم ١٠٠٠ دينار لكل مواطن متزوج بحريني الجنسية في محاولة لرشوة شعب البحرين و هي تعتبر محاوله يائسه من هذا الطاغي لوقف هذه الثورة المباركة لأنه وبكل بساطه الشعب البحريني شعب واعٍ، وهذا النظام يعتقد بأن هذه الحفنة من الدنانير ستوقف السيل الهادر الطالب للحرية والكرامة والتي طالب بها مرارا وتكرار على مدى عقود من الزمن وليس المال كما يدعي.

أصدر طاغية البحرين أن 1000 دينار لكل مواطن, و لذلك فإن المبلغ الذي تم توزيعه على الشعب البحريني لم يكن من جيب الحكومة ولا من جيب النظام أصلا، بل كان عطاء من أمير الكويت الذي سلمه الى حكومة البحرين ليتم توزيعه على نحو 1000 دينار لكل مواطن بحريني متزوج (ربما يكون نصيب الفرد أكثر من ذلك لأن الحكومة البحرينية والتي يترأسها رئيس الوزراء الاقدم في العالم خليفة بن سلمان آل خليفة معروفة بالسرقة والنصب والإحتيال). وفي إعتقادي الشخصي وهو تخمين لا غير, بأن أمير دولة الكويت أراد من تقديم هذا المبلغ الى الشعب البحريني في محاوله لإيقاف سيل الثورة المباركة في البحريني والتي قدمت الكثير من الفرص الى النظام الغاصب الخليفي.

وعلى إثر ذلك فإن عدد لا بأس به من الذين أستلموا هذا المبلغ قد قرروا يتبرعوا به للثورة البحرينيه.

على كل، الشعب البحريني هو شعب متحصر و واعي لكل حركة يقوم بها النظام الخليفي فلا المال ينفع مع الشعب البحريني ولا الماده لأنه وبكل سهوله شعب يبحث عن الحرية والموساواة كإي إنسان له حقوق وعليه واجبات. لو تبحرنا في الحياة المعيشية للشعب البحريني، سنجد أنه مظلوم جدا وصابر على الرغم من أن أرض البحرين وأقتصادها كما ذكرنا يكفي لأن يعيش أهلها في عز وخير، لكن لا توجد الى هذا الطاغي ذرة حياء لكي يجعل الشعب يعيش من خيرات هذه الأرض. لذا لابد من الثورة أن تشتعل. وقد آن أوانها.